المدرسة: إن المدرسة تسعى إلى تكوين وتنمية شخصية المتعلم
فكريا، ووجدانيا وجسديا وذلك عن طريق ما يتلقاه من علوم ومعارف
ومهارات متنوعة، مما يعطيه قوة جسدية وقدرات فكرية وتوازنا عاطفيا
وجدانيا يمكنه من أداء دوره الجتماعي ووظيفته في الحياة.. والمدرسة ل
تنجح في أداء وظيفتها إل إذا جمعت بين عمليتي التربية والتعليم" إن دمج
المراهق في الوسط المدرسي الجديد الذي ينخرط فيه، يستدعي منه ابتكار
أساليب جديدة من التكيف قد تختلف عن الساليب التي كان يواجه بها
مختلف مواقف المؤسسات التي كان ينتمي إليها( 4 ) فما الذي تتيحه
المؤسسة المدرسية للمراهق؟ إنها تتيح له فرص التدرب على الستقلل
الذاتي، وفرص الحتكاك بالمشاكل المختلفة داخل الفصل الدراسي وبناء
الهوية الذاتية والهوية الثقافية، وبناء نسقه الفكري.
كل هذه المعطيات واكتساب المهارات والقدرات تساهم في بناء
( شخصيته في مختلف جوانبها الجسمية والنفسية والجتماعية والخلقية( 5
وهكذا تصبح وظيفة المدرسة ليس التعليم فقط بل التربية بمفهومها الشامل،
فهي مجال نفسي اجتماعي، مجال لتأثر المتعلم بسلوك الخرين وتأثيره
فيهم.
وحتى ينشأ الطفل نشأة سليمة صحيحة ول يحس تناقضا بين المدرسة
والسرة يجب أن يكون هناك تقارب وتوازن بين البيئتين، ولعل هذا التباعد
بين المدرسة ومحيطها بالمجال القروي يعتبر من أهم السباب المؤدية إلى
العزوف عن الدراسة بل النقطاع عنها كلية، إن غياب الشروط الكفيلة
بإحداث التوازن "تجعل المدرسة المشيدة في نقطة الوسط عن الكل، أي أنها
على المستوى النظري تنتمي للجميع، ولكنها على مستوى الواقع ل تنتمي
لية جهة، إذ ل أحد يشعر بمسؤولياته إزاءها... إنها حلقة مفرغة، والنتيجة
هي أن المدرسة تبقى بعيدة بالنسبة للكل... إن جل الدراسات والبحوث تميل
إلى التأكيد على أن المدرسة عبر نظامها وبنيتها ومقرراتها تمرر النموذج
السري ويمكن توضيح هذا من خلل: توقيت العمل، ووتيرته داخل
السرة في البادية ومدرستها،والكتاب المدرسي الذي يتواصل برومانسية
.( مع الواقع القروي( 6
ولعل فتور العلقة بين المدرسة ومحيطها هو الذي أدى إلى فتور
علقة السرة القروية بالمدرسة إذ يلحظ عزوف السرة عن تمدرس
أبنائها وخاصة بناتها .والمؤسف حقا أن العزوف عن التمدرس تصاحبه
هجرة الناث عن القرى نحو المدن مما يتيح في نهاية المطاف هذا التساؤل:
هل قريتنا أصبحت فضاء ذكوريا بامتياز ( 7) ولعل المر يفرض شراكه
بين المدرسة والسرة في العالم القروي لتجاوز العقبات.
إلى جانب ما ذكر بخصوص البيئة المدرسية تجب الشارة إلى نقطة
أخرى في هذا المجال وهي طرق وأساليب التعليم ثم مضامينه ومحتوياته
فالتعليم يجب أن يسعى إلى إعداد المتعلم للحياة وليس إلى تلقينه مجموعة
من المعارف والمعلومات النظرية البعيدة عن محيطه وبيئته وحياته، وأن
تحدث مراقبا تربويا نفسيا يقوم بدراسة الحالت الجتماعية والنفسية
للتلميذ قصد اقتراح الحلول، ونقول مع المصلح الجتماعي السويسري
بستا لوتزي" ليس الهدف السمى من التربية الوصول إلى درجة الكمال في
العمال المدرسية ولكن الصلحية للحياة" كما يجب تحسيس الباء
وتحميلهم مسؤولياتهم تجاه أبنائهم وتطبيق تعاليم السلم الحنيف لرسم
الطرق والمناهج والسبل الكفيلة لتنشئة الطفل تنشئة سليمة صالحة، ولن
يتحقق لنا ذلك إل بتطبيق المحددات التربوية التي حددها المصطفى عليه
السلم حيث قال "لعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على
غاربه". وهنا أيضا عدة أسباب عيرها هي :-