التسرب هو النقطاع عن المدرسة قبل إتمامها لي سبب (باستثناء
الوفاة) وعدم اللتحاق بأي مدرسة أخرى.
لقد أثار تفشي هذه الظاهرة قلق الكثير من المربين والمثقفين والسياسيين
ولقد أولت الكثير من الحكومات هذه المشكلة اهتماماً خاصاً من أجل دراسة
هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً ليس على المتسربين فقط بل على المجتمع ككل
لن التسرب يؤدي إلى زيادة تكلفة التعليم ويزيد من معدل البطالة وانتشار
الجهل والفقر وغير ذلك من المشاكل الجتماعية والقتصادية.
المراد بالتسرب الدراسي: إن النقطاع المبكر عن الدراسة معضلة،
وبمفهومها اللغوي المتناع والرفض والعزوف عن الدراسة في وقت ما
زال فيه التلميذ له الحق في متابعة تعليمه، ومن جهة أخرى العزوف الكلي
أو عدم اللتحاق بالمؤسسة التعليمية لسباب ذاتية أو موضوعية مرتبطة
بالمستهدف/ التلميذ أو بمحيطه رغم إلحاح الدارة على جلبه لتكميل تعليمه
ومواكبة برامج وزارة التربية الوطنية، ول نقصد هنا بالنقطاع المبكر ذلك
الفعل الجماعي أو الفردي الذي تعاني منه العديد من المؤسسات التعليمية
بالمنطقة القروية والذي تكون الغاية منه الهروب المبكر من المدرسة وفي
غير وقت قانوني ، فإن ظاهرة النقطاع المبكر اشتدت واستفحلت مما
يفرض طرح مجموعة من السئلة المشروعة: فهل النقطاع ناتج عن
ضعف الرغبة في التعلم، أم ضعف المستوى؟ هل له علقة بقلة المراقبة أو
انعدامها من طرف الباء؟ أم أن الظاهرة مرتبطة بالفقر وبعد المؤسسة عن
المستهدف، أم هي الحاجيات التي يفرضها الوسط القروي، على الباء الذين
يعطون أسبقية لموسم الحصاد وجني الشمندر ورعي الغنام والبقار؟
هناك من يتجاوز كل هذه السئلة ليؤكد أن العزوف عن الدراسة
والنقطاع المبكر وعدم الرغبة في متابعة الدراسة هو نتيجة لمرحلة
المراهقة حيث يميل المراهق للمجازفة والمخاطرة إلى درجة التهور، وتتسم
تصرفاتهم باللمبالة وغياب الشعور بالمسؤولية و اللواقعية، وعدم إدراك
الخطار التي قد تترتب على سلوكهم ويتجلى ذلك من خلل ما يصدر عن
بعض المراهقين خارج منزل السرة لسيما في الشوارع من سلوكيات
يغلب عليها طابع الندفاع وعدم التروي، وأحيانا الخروج عن الداب العامة
وعن ما هو متعارف عليه من تقاليد وقيم أخلقية واجتماعية ( 1)، ول نرى
أن مرحلة المراهقة عامل واحد ووحيد في تفشي الظاهرة بقدر ما نؤكد أن
الشكال أكبر مما نتصور، فهو تتداخل فيه عوامل متعددة سنحاول جاهدين
حصر بعضها.